الرئيسية » 2014 » يوليو » 29 » التغيير الداخلي أو التحول الروحي
8:47 PM
التغيير الداخلي أو التحول الروحي
حوار الأديان يستلزم فهم مضمون المسيحية ومضمون الإسلام، والمقارنة بين المضمونين.
وموضوع المقارنة هو عن:
تجديد الطبيعة

(أوالتغيير الداخلي أو التحول الروحي)
__________________________________

في المسيحية
الدين الذي من الله تشغله هذه الحقيقة الجوهرية وهي تغيير طبيعة الإنسان وتجديده، فدعنا نرى ذلك.
أولا: مفهوم التجديد: لكي ندرك المفهوم السليم للتجديد الروحي ينبغي أن نوضح ما يلي:
(1) خلق الله الإنسان على أحسن تصوير، فسكن الجنة بطبيعة طاهرة مقدسة.
(2) عندما عصى آدم ربه وغوى وأكل من الشجرة المنهي عنها دخل الفساد طبيعته لهذا قال الكتاب المقدس: "الجميع زاغوا وفسدوا معا" (رو3: ) والسبب كما وضحه الكتاب المقدس أيضا هو: "أن جرثومة الخطية قد تأصلت فيه" (يشوع بن سيراخ3:)
(3) من هنا نستطيع أن نعرف مفهوم التجديد ألا وهو إعادة طبيعة الإنسان إلى حالتها الأولى، في الطهارة والقداسة والبر.
(4) وهذا ما يطلق عليه الكتاب المقدس:
1ـ الولادة الثانية: "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد" (1بط1: 23)
2ـ الولادة من فوق: "إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو3: 3)
"ينبغي أن تولدوا من فوق" (يو3: 7)
3ـ الولادة من الروح: "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يو3: 6)
4ـ الولادة من الله: "كل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله" (1يو4: 7)
ثانيا صعوبة الفهم:
1ـ نيقوديموس معلم الناموس اليهودي قال: "كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟"
2ـ السيد المسيح وضح له الأمر قائلا: "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله"
3ـ وأضاف قائلا: "المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح"
4ـ وعندما أبدى نيقوديموس جهله قائلا: "كيف يمكن أن يكون هذا؟ أجابه السيد المسيح قائلا: "أنت معلم إسرائيل ولا تعلم هذا؟ الحق الحق أقول لك إننا نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا" وختم كلامه قائلا: "إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات؟"
ثالثا: أبعاد التجديد:
(1) أخذ قلب جديد (التغيير القلبي):
1ـ (حز36: 26) "أنزع قلب الحجر من داخلكم وأعطيكم قلب لحم"
2ـ "قلبا نقيا اخلق في يا الله " (مز50: ).
(2) أخذ روح جديد (التحول الروحي):
1ـ (حز36: 26) "أعطيكم قلبا جديدا وروحا جديدة .."
2ـ (مز50: ) "وروحا مستقيما جدده في داخلي"
(3) اتخاذ طريق جديد (السلوك المقدس):
1ـ "وكما قبلتم المسيح الرب اسلكوا فيه" (كو2: 6)
2ـ "اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل5: 16)

رابعا: أمثلة للتجديد:
1ـ شاول أول ملوك إسرائيل (1صم10: 6و9و26) "يحل عليك روح الرب ... وتتحول إلى رجل آخر" "وكان عندما أدار كتفه لكي يذهب .. أن الله أعطاه قلبا آخر" "وذهب معه الجماعة التي مس الله قلبها"
2ـ شاول الطرسوسي (بولس الرسول) "أنا الذي كنت قبلا مضطهدا .." (1تي1: 13)
3ـ القديس أوغسطينوس:
4ـ القديس موسى الأسود:
رابعا: كيف أحصل على التجديد:
(1) الإيمان بالمسيح الذي يجدد الطبيعة
(2) قبول المسيح في القلب
(3) التوبة عن الماضي
(4) الطلبة: أن يغير قلبي وطبيعتي
(5) معمودية الماء والروح للولادة الجديدة.
======================================================
التجديد في الإسلام
أولا: بالبحث في "موقع الأزهر بالانترنيت" وأيضا في كتاب "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن" عن موضوع التجديد في القرآن والحديث والسنة، فأسفر البحث عن أنه لا يوجد شيء عن تجديد طبيعة الإنسان روحيا.
ثانيا: وإنما ما ذكر بالقرآن عن الخلق الجديد فإنما يقصد به:
(1) قدرة الله على إيجاد بشر آخرين، جاء ذلك في (سورة إبراهيم14: 19) "ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق، إن شاء يذهبكم ويأت بخلق جديد"
1ـ وفسر ابن كثير ذلك بقوله: "أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيم"
2ـ وبهذا المعنى ذكرت في (سورة فاطر35: 16)
(2) وتعني أيضا إقامة الأجساد والعظام وهي رميم يوم القيامة. كما يتضح من:
1ـ سورة (ق 50: 15) "أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ"
2ـ تفسير ابن كثير: أَيْ أَفَأَعْجَزَنَا اِبْتِدَاءُ الْخَلْق حَتَّى هُمْ فِي شَكّ مِنْ الْإِعَادَة ؟ " بَلْ هُمْ فِي لَبْس مِنْ خَلْق جَدِيد " وَالْمَعْنَى أَنَّ اِبْتِدَاء الْخَلْق لَمْ يُعْجِزْنَا وَالْإِعَادَة أَسْهَلُ مِنْهُ ... َقَالَ اللَّه جَلَّ جَلَاله " وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّل مَرَّة وَهُوَ بِكُلِّ خَلْق عَلِيم" (سورة يس36: 78).
3ـ و(سورة السجدة33: 10) "وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد"
4ـ جاء في تفسير الطبري "حَدَّثَنَا بِشْر, عَنْ قَتَادَة , { وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْض أَئِنَّا لَفِي خَلْق جَدِيد } أي: أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ؟ .
5ـ وهكذا في (الرعد13: 5)، (سبأ34: 7). (الاسراء17: 49)، (الاسراء17: 98)

المشكلة الكبرى بالنسبة للإسلام:
1ـ عدم وجود هذا التعليم الأساسي عن تغيير الطبيعة الفاسدة إلى طبيعة جديدة.
2ـ ولهذا لا نستغرب هذا السلوك المنفلت من جهة الجنس والشهوة، والقتل ... بحسب الغرائز البشرية.
3ـ خاصة وأن الطبيعة الفاسدة لا يمكن ترويضها، أو ضبطها بالأوامر والنواهي، أو العقاب مهما كلن صارما.
4ـ هل ترغب في الحصول على هذه الطبيعة الجديدة؟ ابدأ الخطوة الأولى الآن افتح قلبك للمسيح وقل له: تفضل يا روح الله وحل فيَّ. 
مشاهده: 369 | أضاف: الصقرالجزائري | الترتيب: 4.0/1
مجموع التعليقات: 0
avatar